التغيب عن المدرسة أو الغياب المدرسي ظاهرة تربوية و سلوك غير محمود يكون ناتجا غالبا عن عدم رغبة المتمدرس في الالتحاق بالمدرسة و مواصلة التعلم ،في بعض الاحيان قد يعتبر سلوك الرفض هذا دليل على وجود اضطراب نفسي عند المتغيب.أضرار الغياب المدرسي الناجمة عن هذا المشكل كثيرة و متعددة قد تِؤدي إلى مغادرة المدرسة بشكل نهائي أو التعرض إلى الطرد و بالتالي تضييع فرصة تكوين مواطن صالح يخدم البلاد.
ما هي أسباب الغياب المدرسي؟
أسباب ذاتية متعلقة بالمتعلم.
- قد تتعلق هذه الاسباب بالحالة الصحية للمتغيب ،فقد تؤدي بعض الأمراض المزمنة الى الغياب المدرسي باستمرار و منها ، الاستفراغ والغثيان — التعب والإرهاق- الصداع وألم المعدة- الإسهال والقولون العصبي- التعرق والخفقان- آلام البطن المتكررة.- الاهتزاز والارتعاش
- الاضطرابات النفسية التي تعتبر سببا رئيسيا في رفض المدرسة عند الأطفال والمراهقين،مثل اضطراب قلق الانفصال،اضطراب القلق العام الاكتئاب الشديد- رهاب معين أو فوبيا معينة – اضطراب القلق الاجتماعي-سلس البول – اضطراب السلوك كالفصام – اضطراب نقص الانتباه واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة- اضطراب الهلع .
- قد تكون أسبا ب التغيب أيضا عن المدرسة مرتبطة بالخجل عند الطفل فالطفل الانطوائي والطفل الخجول في المدرسة أو الروضة يعانيان عادة من مشكلة صعوبة الاندماج مع الأطفال الآخرين في المدرسة، و بالتالي يشعرون دائما بالنبذ والغربة والوحدة ولا يشعرون بالارتباط إلى المكان أو إلى المجتمع المدرسي، مما يؤثر سلبا على تجربتهم المدرسية و بسبب ذلك يتغيبون عن المدرسة و يبقون وحدهم في البيت،و يكون الأمر أكثر صعوبة عند المراهقين الخجولين و الانطوائيين .
- سبب لا يقل خطورة عن الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى الغياب المدرسي و هي التنمر الذي يتعرض له الاطفال و المراهقين خصوصا ضعيفي الشخصية و غير الواثقين في أنفسهم مثل اولئك الذين يعانون من ضعف لغوي أو تعليمي أو جسدي ،أو اختلاف الدين أو العرق أو اللون أو المظهر أو المستوى الاجتماعي والاقتصادي، أو بسبب وجود إعاقة جسدية ما فيتعرضون للعنف النفسي أو الجسدي من الطلاب؛ كالسخرية والمقالب المذلة والشائعات وتحريض الآخرين عليهم والعبث بأدواتهم وأغراضهم الشخصية وإفشاء أسرارهم وإحراجهم أمام الزملاء و المعلمين، وهذا ما يخلق كرها كبيرا للمدرسة و الخوف من الحضور اليها.
ما هي اضرار الغياب المدرسي؟
الاضرار الشائعة للغياب المدرسي عند الأطفال و المراهقين تتنوع حسب تنوع الأسباب فقد ينتج عن التغيب المفرط:
- ضعف في التعلم و مسايرة التعلمات و بالتالي الرسوب المتكرر في الفصل الواحد.
- عدم الثقة في النفس،وبالتالي ارتكاب اعمال عنيفة اتجاه اخوته و زملائه و حتى معلميه.
- تحدي دائم للآباء ومعارضتهم وعدم الامتثال لهم بالاضافة إلى عدوانية مستمرة مع الاقران و التشبت المبالغ فيه بالبالغين و الافراط في التماس و طلب الاطمئنان عندهم.
- نتائج أخرى مصاحبة لهذه الظاهرة و هي رفض الاستيقاظ من النوم مع نوبات الغضب و هيستيريا البكاء و بالتالي الهروب من المدرسة او المنزل.
أضرار أخرى جانبية تتعلق بالضغط النفسي الذي يتعرض له المتعلم مثل الصداع و الارهاق و الخوف و الهلع و القلق المتكرر. - التدهور التعلمي و الضعف التحصيلي من أخطر المشاكل التي يسببها الغياب المدرسي.
- البعد عن الأقران و العزلة الاجتماعية و عدم الظهور في المناسبات و المشاركة في المحادثات.
- الصراع العائلي المتكرر مع أولياء الأمور يؤدي الى قلة التواصل و النفور من المنزل وقد يصل الامر الى الاختفاء و المعاناة في الشارع و بالتالي التشرد.
- الغياب المدرسي و عدم حل المشكل بشكل سريع ينتج عنه ترك المدرسة، وهذا ما يعرض الطفل او المراهق الى تبني سلوكيات إجرامية قد تنتهي بدخول الاصلاحيات ، مما يترك في نفسيتهم أثرا بليغا يؤدي فيما بعد إلى عدم الاستقرار في الحياة العائلية كالمشاكل الزوجية و صعوبة الحفاظ على العمل و تربية الابناء بشكل صحيح .
كيفية علاج ظاهرة الغياب المدرسي
إذا كان السبب يتعلق بما هو صحي و ذاتي للمتعلم فيجب على الاسرة التدخل بشكل سريع بمعية طبيب مختص ، من خلال تشخيص الحالة و إيجاد العلاج المناسب لحل المشكل، إما عن طريق العلاج الدوائي أو النفسي أو السلوكي مع التواصل بشكل فعال مع المتغيب و معرفة ماذا يعاني و احتياجاته و تمثلاته عن المدرسة.
العمل على زيادة ثقته بنفسه و مصاحبته و الدفاع عنه بطريقة غير مباشرة،و منحه الشعور بالطمأنينة وتوفير الأمان له.